روضة الصائم

اســـــــتراحة: العدل والإحسان

19 مايو 2019
19 مايو 2019

اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -

العدل واجب ..

أما الإحسان فهو طوعي ..

والإنسان مأمور بالإحسان كما هو مأمور بالعدل ..

الكثير من المشكلات قد لا تحل بالعدل .. لكنها تحل بالإحسان ..

قد يكون الشرع معك .. والقانون في صفك ..

لكن الذي تختلف معه هو أخوك .. فتفضل عليه وأحسن له ..

العدل أن تتقاضى مالك من دين ..

أما الإحسان فأن تتنازل عن بعض مالك من دين ..

العدل أن تأخذ حقك

والإحسان أن تعطي ..

والله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل والإحسان ..

وقد قال بعض العلماء :

الإحسان ما زاد عن الواجب شرعا .

الغفور

إذا كنت قد تعبت من ذنوبك وخطاياك، وشعرت أن شؤمها قد نغص عليك حياتك، وأن ظلاما وقتامة قد أطفأت في عينيك بهجة أيامك ولياليك، وأنك ما عدت تستلذ بصلاتك ودعائك، وعبادتك، فاعلم أن الوقت قد حان لتدلف إلى عالم الأنس والمغفرة، متلمساً معاني الغفران، والتجاوز في اسم الله ( الغفور )

أنت الآن بحاجة إلى أن تفهم معنى المغفرة، وكيف أن ربك غفور وغفّار، ومدى حاجتك لهذه المغفرة في جميع أدوار حياتك ..

بلاء الروح بالذنب أعظم بكثير من بلاء الجسد بالمرض، روحك تئن تحت وطأة العصيان، نعم قد يكون جسدك استلذّ لحظة المعصية، ولكن روحك تجأر إلى الله !

تخيل أنك في سجن ضيق عرض كل جدار فيه متر واحد فقط ، ما مقدار الاختناق الذي ستشعر به ؟ ..

الذنوب تجعل روحك في سجن شبيه بهذا السجن، إنها تحيط بك وتجعل روحك تختنق،

لو لم يكن هناك جنة ولا نار ، الذنوب وحدها جحيم، وحميم، وعذاب أليم، فإذا علمنا أن من أسمائه سبحانه الغفور ، والغفار، والعفو، وأن من صفاته أنه يغفر الذنوب، تبدأ جدران ذلك السجن الضيق تتصدع .

عقلية العناد

الاعتراف بالخطأ والإعلان عن تحمل مسؤولية الخطأ وتبعاته . أمر ليس بالسهل، وقليل هم أولئك الشجعان الذين يعترفون بالخطأ، إن صدر عنهم وتبين لهم ذلك بوضوح . ولكن لماذا هم قلة في بعض المجتمعات أو الدول ؟ لأن الثقافة المجتمعية السائدة لا تساعد على ظهور أمثال هؤلاء الشجعان، الذين لا يبحثون عن شيء سوى سيادة الحق لا غيره .

ما الحكمة من دراسة التاريخ ؟

إنها بكل تأكيد للاستفادة من أخطاء الماضي وإلا فلا داعي منها إن كانت الأخطاء ستكرر ويستمر المخطئ على أخطائه، هذه نقطة أولى في هذا الموضوع، أما الثانية فتدور حول القدرة على التنبه للخطأ، لأن ذلك يحتاج إلى فن ومهارة، بل الأفضل ليس في اكتشافه فحسب، بل العمل الفوري على معالجته .

مشاكلنا في كثير من مؤسساتنا الإدارية تتلخص في أننا كقيادات أولا ، ومن ثم من هم أقل درجة وظيفية، لا نعترف بالخطأ حتى لو ثبت الأمر ، وبان وظهر أمر المخطئ، بل يظل المرء منا يدافع عن نفسه ويحاول التنصل والتبرير إلى آخر نفس أو رمق فيه . ويظل متنقلا في مواقع الدفاع من موقع التبرير إلى موقع الجدال، ومن ثم إلى المِراء حتى ينتهي به الأمر إلى العناد . فإن وصل المرء إلى العناد فعليه وعلى من معه السلام .

السبب في ذلك العند يعود إلى العقلية أو التربية التي نشأ عليها ، إذ لا يوجد في ثقافتنا المعاصرة ما يدعو إلى قيمة السمو على النفس في مواقف الأخطاء، وهذا ما يدعو إلى أهمية التغيير التدريجي، ونشر تلك القيمة وتعزيزها بالنفوس حتى نجد ذلك المرء منا ينتقل بفعل تلك القيمة الراقية العالية، من عقلية التبرير إلى الدخول في منهج دراسة أسباب التقصير، والإنصاف بروح الشجاعة التي تأبى الكذب، وتتجه إلى الاعتراف بالخطأ وأن هذا الاعتراف فضيلة وخلق عال راق .